لادئاني

مستشار المنتدى
إنضم
16/12/18
المشاركات
27,908
التفاعلات
76,805
الموسوعة العسكرية السورية | Encyclopedia of Syrian military



انواع الصواريخ الايرانية المضادة للسفن بالتفصيل
=================



تعتبر قوة صواريخ الدفاع الساحلي و الصواريخ البالستية المضادة للسفن الايرانية .. ثاني قوة نوعية بالاهمية في القوات الايرانية .. و الميزة بهذه القوة انها ترتكز على الصناعة المحلية بشكل كبير جداً ..


و تتنوع بين صواريخ ساحلية قصيرة المدى 15-35 كم .. متوسطة المدى 85-200 كم .. و بعيدة المدى 300-500 كم و هذه تتنوع بين البالستية المضادة للسفن و الصواريخ الجوالة المضادة للسفن .. و لكثرة اسمائها و صعوبة التمييز بينها قمنا باعداد هذا الموضوع لتوضيح انواعها بالشكل و المواصفات ..

61662775_2266085363502170_4096204924029763584_n.jpg

صاروخ كوثر


1- الصاروخ كوثر :
======



مشتق هذا الصاروخ من الصاروخ الصيني C-701 .. و يوجد منه 3 نسخ يتراوح مداها بين 15-20-25 كم ..


سرعته 0.8 ماخ ..


و وزن رأسه الحربي 29 كغ ..


يحلق على ارتفاع 15 متر عن سطح البحر ..

يوجد منه نسخ بتوجيه تلفزيوني او حراري او بباحث راداري ملمتري ..

و يمكن اطلاقه من منصات ساحلية او مروحيات او زوارق سريعة ..

و يعتقد ان اصابة السفينة الحربية الاسرائيلية ساعر خلال حرب 2006 كانت بصاروخ كوثر .. و يعتمد هذا الادعاء على ان مسافة السفينة الحربية عن الساحل اللبناني كانت 16 كم فقط و لا يعقل ضربها بصاروخ نور (ذو المدى 120 كم) على هكذا مسافة قريبة .. و على حجم الضرر و الذي يتناسب مع رأس حربي بقوة رأس صاروخ كوثر 29 كغ و لا يتناسب مع تفجير بقوة رأس صاروخ نور البالغ 175 كغ ..





2- صاروخ ظفر
========



61556102_2266108660166507_4987866385519476736_n.jpg

صاروخ ظفر


قريب جداً من مواصفات صاروخ كوثر3 حيث له

نفس الوزن 120 كغ ..


وزن الرأس الحربي 30 كغ


و نفس المدى 25 كم


و نفس السرعة 0.8 ماخ ..

لكنه يتميز عنه بالتوجيه حيث يعتمد على رادار نشط ..

كما يختلف عنه بالشكل حيث انه اطول قليلاً و الاجنحة اقرب لمؤخرة الصاروخ و ليس في المنتصف كما صاروخ كوثر ..





صاروخ نصر -1
=======


61333249_2266123616831678_966116304408805376_n.jpg

صاروخ نصر1


مداه 35-38 كم

وزنه يصل 3 اضعاف صاروخ كوثر و ظفر .. حيث وزنه 350 كغ

وزن رأسه الحربي 130 كغ

و سرعته 0.8 ماخ ..


يتنوع توجيهه بين الحراري و التلفزيوني و الراداري النشط ..


و تم تركيبه على زوارق الصواريخ السريعة و على منصات ارضية .. و يوجد منه نسخة محمولة جواً ..


صاروخ نصر1 يعتبر نسخة من صاروخ C-704 الصيني ..


يوجد نسخة من صاروخ نصر1 بإسم ”نصر بصير“ مزودة بباحث كهربصري .. صورته ادناه ..
61534295_2266162720161101_8453800063045468160_n.jpg

صاروخ نصر بصير بباحث كهربصري .. و هو نسخة من نصر1

61205163_2266177983492908_1085907838556962816_n.jpg

نصر1 (كلمة هوابايه تعني النسخة المحمولة جواً) قارنوا هذه الصورة مع الصورة ادناه لنصير

 
التعديل الأخير:

4- صاروخ نصير
=======



61325060_2266175673493139_479302939890941952_o.jpg

صاروخ نصير .. قارنوا هذه الصورة مع صورة صاروخ نصر1 اعلاه



صاروخ نصير : و هو احدث الصواريخ الايرانية المضادة للسفن كشف عنه 2017 ..


و يعتبر نسخة مبنية على اساس جسم صاروخ نصر1 (تشهدون في الصورتين اعلاه الشبه الكبير و الفارق الشكلي بين نصر1 و نصير) .. حيث استبدل المحرك الصاروخي بمحرك نفاث و اضيف له معزز صاروخي (المعزز شبيه بمعزز صاروخ kh-35 الروسي) ما رفع مداه بشكل كبير حتى 140 كم مع تخفيض وزن الرأس الحربي حتى 110 كغ ..



يعتقد ان المحرك النفاث لهذا الصاروخ مشتقة من صاروخ 705 الصيني (ربما سيصل لمدى 170 كم لاحقاً حيث ان C-705 الصيني يوجد منه نسخة قيد التطوير لهذا المدى) ..


مزود صاروخ نصير بنظامي الملاحة GPS/INS خلال المرحلة الاولى .. و توجيه راداري نشط في المرحلة الاخيرة من المسار .. و ربما يوجد نسخ بتوجيه كهربصري ..



هذا الصاروخ يمكن تركيبه على الزوارق السريعة و هو ما رفع قوة هذه الزوارق و خطورتها بشكل كبير بفضل المدى 140 كم الذي يصله ..


كما يمكن تركيبه على منصات برية ..

و بعض المواقع الايرانية تذكر ان هذا الصاروخ هو ما تم اطلاقه من غواصة غدير قبل اشهر قليلة ..





5- صاروخ نور
=======



61299706_2266233696820670_3460708686601650176_o.jpg

صاروخ نور



و قد حصل على شهرته من عملية استهداف الكورفيت الاسرائيلي ساعر5 خلال حرب 2006 .. وكما ذكرنا اعلاه ان صاروخ كوثر غالباً هو المسؤول عنها ..


صاروخ نور مستنسخ من الصاروخ الصيني C-802 .. و طور منه عدة نسخ .. يصل مداها 120-170 كم ..

وزن رأسه الحربي 175 كغ

و سرعته 0.9 ماخ ..

و وزنه 715 كغ ..


يحلق الصاروخ في مساره الاخير باتجاه الهدف على ارتفاع 3-5 متر ..

مزود بنظام ملاحة داخلي INS للمرحلة الاولى من المسارو في المرحلة الاخيرة يفعل راداره النشط ..


خضع لتطوير محلي مهم زاد من كفاءة الصاروخ بشكل كبير حيث زود بمحرك نفاث محلي اقوى مستنسخ من المحرك الفرنسي TRI 60 و بباحث راداري ملمتري احادي النبضة احدث و اكثر مقاومة للتشويش و الاجراءات المضادة ..





6- صاروخ قادر :
=======




طور من صاروخ نور بزيادة جسم الصاروخ ..

وصل لمدى 200 كم ..

يعتمد نفس محرك و باحث النسخة الاخيرة من نور ..

ويمكن ضرب اهداف ساحلية اضافة للاهداف البحرية ..

و يمكن اطلاقه من منطقة بعيدة عن الساحل ..

ويوجد منه نسخة محمولة جواً ..

اضافة للمنصات البرية و البحرية ..





7- صاروخ قدير :
=======




ايضاً نسخة مطورة من نور بمدى اكبر حتى 300 كم

و وزن رأس حربي 200 كغ ..




61757842_2266289106815129_8578401762996649984_o.jpg

صورة لنسخ صواريخ نور .. و قادر و قدير .. و لا يمكن تمييزها الا من خلال طول الجزء الامامي من الصاروخ

 
التعديل الأخير:
8- صاروخ صاعقة
=========​


61146833_2266313003479406_874215909923749888_o.jpg

صاروخ صاعقه و المستنسخ من صواريخ HY-2 الصينية (المستنسخة اصلاً من صواريخ P-15 الروسية)


صاروخ صاعقه و هو صاروخ HY-2 الصينية المضادة للسفن ..


و امتلكت ايران عدة نسخ منها A/B/G و امديتها تتراوح بين 85-200 كم حسب النسخة ..


و تتميز برأسها الحربي الكبير البالغ 450-500 كغ ..


سرعتها
0.8 ماخ


و تحلق على ارتفاع
20 متر ..


تعتمد في التوجيه على نظام ملاحة داخلي و توجيه راديوي للنسخ القديمة و توجيه حراري للنسخ الاحدث او توجيه راداري احادي النبض ..



هذه الصواريخ ضعيفة امام التشويش و الحرب الالكترونية ..





9- صاروخ رعد
==========



61205367_2266337200143653_3622510008836554752_n.jpg

صاروخ رعد و هو نفسه صاروخ HY-4 الصيني


صاروخ رعد : و هو نفسه صاروخ HY-4 المطور من النسخة HY-2 ..


استبدل محركه الصاروخي بمحرك نفاث


زاد مداه حتى 360 كم ..


و سرعة حتى 0.85 ماخ ..


يحلق على ارتفاع
8 متر ..


و موجه بباحث راداري احادي النبض ..

61538483_2266338793476827_273716560672063488_o.jpg

صورة توضح الفرق بين صاروخ صاعقه و صاروخ رعد .. (HY-2 & HY-4)

 

10 - صاروخ خليج فارس
============




61401990_2266343946809645_5091448601423380480_o.jpg

صاروخ خليج فارس البالستي المضاد للسفن .. ويظهر الباحث الكهربصري في مقدمة الصاروخ


صاروخ خليج فارس : و هو صاروخ بالستي مضاد للسفن مشتق من صاروخ فاتح110 .. لكن زود اضافة لنظام الملاحة الداخلي بباحث كهربصري يقفل آلياً على الهدف في المرحلة الاخير من المسار ..


سرعته 3 ماخ ..

ومداه حتى 300 كم ..

و وزن رأسه الحربي 650 كغ ..

و دقة اصابته اقل من 10 متر ..


(و يمكن استخدامه لقصف مناطق برية و بدقة اعلى من فاتح110)








11- صاروخ هرمز 1 و هرمز 2
=================



61420675_2266354783475228_3792612201479536640_o.jpg

صاروخ هرمز1 و هرمز2 .. و هما مختلفين بالتسمية فقط


صاروخ هرمز1 و هرمز2 : و هما مشتقان من صاروخ فاتح110 .. رغم ان لهما اسمين مختلفين لكنهما في الحقيقة صاروخ واحد ..


حيث ان هرمز1 هو صاروخ مضاد للرادارات الارضية حيث زود بنظام ملاحة داخلي اضافة لباحث عن اشعة الرادار في مقدمته تصل سرعته حتى 4-5 ماخ ..


و صاروخ هرمز2 هو صاروخ مضاد للسفن حيث يستهدف رادار السفينة اي انه يستخدم نفس الباحث في صاروخ هرمز1 ..


و كلاهما بنفس المدى 300 كم و بنفس وزن الرأس الحربي 600 كغ ..


يعني باختصار هرمز1 مضاد للرادارات في البر


و هرمز2 مضاد للرادارات في البحر ..
1f611.png
-_-


 

12- صاروخ فاتح مبين
============​


61499929_2266368263473880_5382478553222742016_o.jpg

صاروخ فاتح مبين


صاروخ فاتح مبين : و هو احدث الصواريخ البالستية المضادة للسفن المشتقة من صاروخ فاتح110 ..


و يعتبر زيادة بالمدى عن صاروخ خليج فارس .. مداه حتى 500 كم ..


و وزن رأسه الحربي 450 كغ ..


و اضيف اليه نظام ملاحة بالاقمار GPS اضافة لنظام الملاحة الداخلي INS و مزود ايضاً بباحث كهربصري ..


دقته حتى 10 متر ..


و يمكن ايضاً ضرب الاهداف البرية ..



 



تعليق الموسوعة العسكرية السورية
----


امتلاك ايران لتقنية صناعة محركات نفاثة محلية و تقنية تطوير بواحث رادارية وكهربصرية متقدمة اضافة لامتلكها صناعة صواريخ بالستية متقدمة .. يعني حتماً تطوير مزيد من الصواريخ المضادة للسفن (البالستية و الجوالة) بأمدية اكبر و بواحث اكثر تقدم ..

و شاهدنا تطوير ايران صواريخ جوالة ضد الاهداف الارضية نوع ”هويزة“ و ”سومار“ المشتقة من صواريخ KH-55 بأمدية 1350 و 2000 ..

و ستسعى في الفترة المقبلة للحصول على صواريخ مضادة للسفن اسرع من الصوت سواء ياخونت الروسي او نسخته الصينية CX-1 (و هو الاقرب للحصول على تقنيته) .. لتزيد من تفوق قوتها الصاروخية المضادة للسفن ..


 


قوة الغواصات الايرانية تعبتر نقطة ثقل البحرية الايرانية الضعيفة (بالاضافة لزوارق الصواريخ السريعة الصغيرة) ..


و تملك ايران اسطول غواصات يعتبر الاضخم في المنطقة (لكن ليس الاقوى) .. و يتكون من 19 غواصة :


3
غواصات حديثة روسية الصنع "كيلو" ..

1 غواصة ايرانية الصنع "فاتح" ..

15 غواصة ساحلية .. منها 14 غواصة "غدير" و 1 غواصة ايرانية الصنع ساحلية ايضاً فئة Nahang ..

بالاضافة لزورقين غواصين يمكن تزويدهما بصواريخ مضادة للسفن ..


هذه الغواصات يمكن ان تسبب مشكلة (مؤقتة) لبحرية ضخمة كالبحرية الامريكية .. خاصة ان ايران زودت غواصاتها بقدرات اطلاق صواريخ من تحت الماء و اجرت تجربة ناجحة عليها قبل اشهر ..



اما لبحريات الخليج العربي فهذه الغواصات قد تتسبب بتدمير اساطيلها ..





الصورة بالاسفل لانواع و اعداد الغواصات الايرانية ..


الصورة بدقة اعلى في هذا الرابط .. https://bit.ly/2WPGkRw




60340289_2246357532141620_4740404246963290112_n.jpg
 
الموسوعة العسكرية السورية | Encyclopedia of Syrian military




و يعتقد ان اصابة السفينة الحربية الاسرائيلية ساعر خلال حرب 2006 كانت بصاروخ كوثر
أخي لادئاني ألف شكر على الموضوع القيم , هل تقصد البارجة الصهيونية حانيت و هي من فئة ساعر 5 هل من معلومات عن الصاروخ الذي إستخدمه حزب إيران لضرب البارجة الصهيونية " حانيت " ؟
تتضارب المعلومات فيما يؤكد البعض ان الصاروخ إيراني يجادل آخرين إنه الصاروخ الصيني " سيلك وورم "
Silk Worm
 
كما قلت من قبل برنامج صاروخى ضخم
لا يمكن لدول الخليج مواجهته للاسف الشديد ...

دول الخليج فقدت حائط الصد الرئيسى (العراق) تجاه خطر
حكام إيران وكانت للاسف الشديد مشاركة فى تلك الحماقة !!!!!!
وللاسف أيضاً فعلوا نفس الشىء تقريباً لحائط الصد الآخر المدافع
عنهم ألا وهى مصر عبر تآمرهم عليها وتدميرها سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً !!!

لم يتبقى لهم سوى الذل والصغار والركوع تحت أقدام الامريكان كى يحموا عروشهم
من إيران مقابل الجزية والتنازل عن الحقوق العربية والاسلامية والسيادة والشرف الوطنى !!!!!!

ولله الامر من قبل ومن بعد
 
أخي لادئاني ألف شكر على الموضوع القيم , هل تقصد البارجة الصهيونية حانيت و هي من فئة ساعر 5 هل من معلومات عن الصاروخ الذي إستخدمه حزب إيران لضرب البارجة الصهيونية " حانيت " ؟
تتضارب المعلومات فيما يؤكد البعض ان الصاروخ إيراني يجادل آخرين إنه الصاروخ الصيني " سيلك وورم "
Silk Worm

قيل انه صاروخ مضاد للدبابات هو المستخدم فى ضرب ساعر5 .
 
قيل انه صاروخ مضاد للدبابات هو المستخدم فى ضرب ساعر5 .

إذا كنت تقصد البارجة " حانيت " فهذا مستحيل ( هل تعرف المدى الذي كانت بعيدة به عن الشاطىء )
إقرأ هذه الرواية من جريدة الاخبار اللبنانية و التي تعتبر مقربة جداً من الحزب و شبه ناطق بلسانه
و هي تقول صراحة ان الصاروخ المستخدم في ضرب " حانيت " كان سي 802
ــــــــــــــــــــــــــ

روايـــــة «اللهـــــب الأرجوانـــــي»


لطالما كانت إسرائيل لا تهتم لقوى العدو من النواحي كافة، ولعبة جمع المعلومات عن حزب الله تأخرت في ملامسة خطر النشاط البحري وفق منظومة متطورة.فلم يرد في بال العدو أن منظمة صغيرة يمكن أن تضع يدها على أسلحة متطورة وتكون قادرة على استخدامها تحت سماء مكشوفة

التوقيت: الساعة السادسة صباحاً.

التاريخ: يوم الجمعة، الواقع فيه الرابع عشر من تموز 2006، ثالث أيام العدوان على لبنان.

المكان: قاعدة الاستخبارات التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي في الحوض العسكري بمحاذاة ميناء حيفا.

المناسبة: تقدير وضع.

تداعى كبار ضباط الاستخبارات في السلاح لإجرائه ضمن سياق مواكبة الحرب والاستعداد العملاني لها. من دون سابق تمهيد، يفاجئ أحد الضباط الكبار، برتبة عقيد، زملاءه الحاضرين بالقول «لديّ شعور داخلي بأن حزب الله يمتلك C-802» ـــــ صاروخ بر ـــــ بحر يشكل تهديداً جدياً على القطع البحرية.

رفض المشاركون في الاجتماع مناقشة الفكرة من أصلها. «هذا خيالي» قال أحدهم تعليقاً على ما قاله العقيد، الذي أصر بدوره على موقفه مشدداً على ضرورة أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار خلال إصدار أوامر العمليات للقطع التي ستشارك في الحرب. دفع الاستبعاد الاعتباطي للفكرة الضابط المذكور إلى توجيه رسالة إلى رئيس الاستخبارات البحرية، العميد رام، ضمّنها تحذيراً من القدرات البحرية غير المعلومة، أو المفترضة، لدى حزب الله والبناء على أساسها. لم تفضِ الرسالة إلى التأثير المرجوّ، بل إن أمرها، فضلاً عن فحواها، لم يُنقل إلى القادة الميدانيين للسلاح الذين كانوا في غرف العمليات.

لم تكن هذه المرة الأولى التي تثار فيها الخشية من إمكان حيازة حزب الله قدرات اعتراض بحري متطورة، على شاكلة صواريخ بر بحر. قبل ذلك بنحو ثلاثة أعوام، في نيسان نيسان 2003، سئل قائد قسم الرقابة في شعبة الاستخبارات العسكرية، الذي كان يحاضر في إحدى دورات الاستخبارات البحرية، عن فرص وجود صواريخ كهذه لدى الحزب. كان جوابه خليطاً بين الجهل والتحذير: «من الأجدر لكم أن تعتقدوا أن أمراً كهذا ربما يكون موجوداً في لبنان». بعد انتهائه من المحاضرة وجّه الضابط نفسه رسالة إلى قيادة سلاح البحرية يقترح فيها إطلاق ورشة عمل في جهاز الاستخبارات التابع للسلاح تهدف إلى التوصل إلى نتيجة يكون من شأنها أن تؤكد أو تنفي حيازة حزب الله صواريخ كهذه. إلا أن هذه الغاية لم تتحقق، رغم محاولات بذلت على هذا الصعيد.

في وقت لاحق، بعد الحرب، سيشهد رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال يوسي كوبرفاسر، في محاضرة له، أن عدم علم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بامتلاك حزب الله لهذه الصواريخ هو أحد الإخفاقات العديدة التي وقعت فيها هذه الأجهزة في عملها على حزب الله.

وفقاً لخطة الحرب التي كان قائد الأركان، دان حالوتس، قد أعدها، لم يُلحظ لسلاح البحرية عموماً دور جوهري. يعود ذلك في الأساس إلى نظرة حالوتس، قائد سلاح الجو السابق، وأحد المنظرين الرئيسيين في جيوش العالم لنظرية الحسم الجوي، لسلاح البحرية وأهميته في تصورات الحرب المستقبلية، وهي نظرة لامست الاستخفاف. بالنسبة لحالوتس، اقتصرت مهام البوارج الحربية على فرض الحصار البحري قبالة سواحل العدو، أما فاعلية سلاح البحرية عموماً، فمن أجل تحقيقها «ينبغي تحويل السلاح إلى قاعدة داخل سلاح الجو»، كما كان قد ردّد غير مرة، بلحن ساخر، في مداولات داخل الجيش.

وبالفعل، عدا فرض الحصار البحري على لبنان، لم يُكلف أمر العمليات الأول الذي صدر في الحرب تحت عنوان «تغيير الاتجاه 1»، في 13 تموز، سلاح البحرية إلا بقيام قطعتين تابعتين له بتنفيذ بضع رمايات نارية باتجاه السواحل اللبنانية وأهداف محاذية لها. إحدى هاتين القطعتين كانت البارجة الحربية «حانيت»، وهي من طراز «ساعر 5»، وتعد درة تاج البحرية الإسرائيلية لجهة حداثتها ومواصفاتها القتاليةانطلقت «حانيت» (الرمح) فجر الخميس، ثاني أيام الحرب، على رأس أسطول صغير تألف من أربع بوارج من طراز «ساعر» وثلاثة قوارب دورية من طراز «دبور». بعض هذه القطع أبحر من ميناء حيفا، فيما قدم البعض الآخر من ميناء أسدود (القريب من عسقلان). تجولت السفن السبع على مسافة نحو 16 ميلاً بحرياً على امتداد السواحل اللبنانية، من الشمال حتى الناقورة. بعيد الإبحار، تعرّضت منظومة الرادار في «حانيت» لعطل فني أدى إلى خروج أحد صحني البث التابعين لها من الخدمة، ما خفض فاعليتها الاستكشافية بنسبة خمسين بالمئة. لم يرَ ضابط الإلكترونيات الموجود على متن البارجة في الأمر ما يستدعي إعلام قائد السفينة، العقيد يورام، بما حصل، وقرّر، عوضاً عن ذلك، «إراحة الأجهزة»، فعمد، نحو الساعة السابعة مساءً، إلى إطفاء المنظومة بأكملها.


«اللهب الأرجواني»



غروب ذلك اليوم، كان عناصر الوحدة البحرية في المقاومة الاسلامية، وهي سلاح غير معروف سابقاً لدى الجمهور في لبنان، يستعدون لتنفيذ الأوامر التي تلقوها عند ظهيرة ذلك اليوم، وتقضي باستهداف البوارج الحربية التابعة للعدو والمتموضعة قبالة شواطئ العاصمة على وجه خاص.

خططت قيادة المقاومة لأن تكون أولى المفاجآت التي وعد بها أمينها العام السيد حسن نصر الله، من العيار الثقيل، وأن تكون ساحتها حيث لا يتوقع العدو. انقسمت المهمة من الناحية الإجرائية إلى شقيَّن: الأول معلوماتي، ويعنى بتشخيص الأهداف المحتملة وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمكانها في عرض البحر، والثاني عملاني، ويتعلق بتلقيم المعطيات الواردة بشأن الإحداثية للرقائق الإلكترونية الخاصة بأجهزة التوجيه المنصوبة داخل الصواريخ.

وفيما كانت إحدى الفرق التابعة لتشكيل الرصد الراداري الخاص بالوحدة تعمل على استكمال التفاصيل المتعلقة بالشق الأول، كانت مجموعة أخرى، في مكان منفصل، تعد المنصة الصاروخية لوضعية الإطلاق، بانتظار ورود الإحداثيات وتلقيمها تربصاً بالساعة الصفر.

الثامنة مساءً كانت حلقة الاستعدادات كلها قد استكملت. أبلغت القيادة بذلك، فأعطت الإذن بالتنفيذ. من على تلة مشرفة على منطقة الأوزاعي انطلقت صافرتان رعديتان متداخلتان زلزلتا المحيط المشدود أصلاً بجو من التوتر الحربي. حسب الناس لوهلة أن غارتين إسرائيليتين جديدتين استهدفتا أطراف الضاحية الجنوبية، على سبيل التشويش على الكلمة التي كان السيد نصر الله يلقيها عبر شاشة «المنار» في تلك الساعة. إلا أن الصورة ما لبثت أن اتضحت: أول المبشرين بحقيقة ما حصل كان السيد نصر الله نفسه، حين أعلن في سياق كلمته التي كانت تنقل بالبث المباشر إصابة بارجة حربية إسرائيلية قبالة سواحل بيروت.

أقل من دقيقة احتاج إليها الصاروخان لقطع المسافة الفاصلة بين منصة الإطلاق والهدف المحدد. رادارات بارجتين أخريين كانتا في محيط «حانيت» شخصتا الصاروخين بوصفها طائرتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي، وفي وقت لاحق أقر قائد سلاح البحرية، الجنرال دافيد بن بعشات، بأنه حتى لو كانت المنظومات الرادارية لـ«حانيت» في وضعية تشغيل، لتعاملت مع الصاروخ المتوجه نحوها على أنه طائرة صديقة، وبالتالي لم يكن ذلك ليمنع تعرّضها للإصابة به. النشاط الإلكتروني الضخم والمتداخل لأجهزة الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة من جهة، واستبعاد حيازة المقاومة صواريخ بر بحر من جهة أخرى، كانا قد دفعا الجيش إلى عدم تخصيص مسارات جوية محددة ومنفصلة للطائرات الصديقة تمنع حصول التباس في تشخيص الأجسام الطائرة غير الصديقة.

حلق الصاروخان، من دون أي اعتراض، نحو الهدف. أخطأ أحدهما البارجة، فأكمل طريقه باحثاً عن هدف آخر، عثر عليه في سفينة ترفع العلم الكمبودي كانت تمخر عباب البحر على مسافة 35 ميلاً. أما الصاروخ الثاني فانقض على «حانيت».

يمتاز الصاعق التفجيري لصاروخ C-802 بآلية تشغيل تتألف من مرحلتين، يقوم، بموجبها، الاصطدام الأولي للصاروخ، الذي يفترض أن يكون ببدن السفينة الخارجي، بتجهيز الصاعق للانفجار الأساسي بعد ثوان حيث يفترض أن يكون قد اخترق البدن لينفجر في بطن السفينة.

تدخل القدر لينقذ «حانيت»، وطاقمها المؤلف من 80 بحاراً، من الغرق المحتم. فقد أصاب الصاروخ المقطع الخلفي من جسمها، البالغ طوله 85 متراً، حيث كانت مروحية عسكرية تركن في المهبط المعد لها على ظهر السفينة. نقطة الاصطدام الأولى كانت رافعة موجودة على طرف المهبط، انفجر بعدها الصاروخ على سطح المركب، لا داخله، ما أدى إلى أن يتبدّد الانفجار في مساحة مفتوحة، فاقداً جزءاً كبيراً من فاعليته وقوته.


الصدمة


ساد الضياع أفراد الطاقم الذين لم يدركوا أن الانفجار ناجم عن صاروخٍ معادٍ إلا بعد دقائق، واستمر الارتباك حتى بعد إدراكهم لذلك. اندلع حريق كبير في منطقة الانفجار زادت في تأججه براميل الوقود الخاص بالمروحية التي كانت موجودة في المكان. سارع العشرات من أفراد الطاقم للشروع في عملية الإطفاء، إلا أنهم اكتشفوا أن مفاتيح الخزانة الخاصة بتجهيزات الإطفاء في السفينة لم تكن في مكانها، وهكذا واصلت النيران اشتعالها، على مرأى البحارة المصدومين، لفترة طويلة إلى أن استنفدت نفسها وانطفأت ذاتياً.

صدمة الطاقم لم تقف عند حدود العجز عن إطفاء الحريق، بل حالت أيضاً دون القيام بأمور بديهية كإبعاد براميل الوقود وقطع التيار الكهربائي عن منطقة الحدث.

في هذه الأثناء، وفيما كان السيد نصر الله يعلن إصابة البارجة، كان رئيس الأركان، دان حالوتس، يعقد مؤتمراً صحافياً يشرح فيه «إنجازات» الحرب وأهدافها وأفقها. عدوى الاستخفاف بالعدو لم تكن حكراً على طاقم البارجة، ومن ورائه الاستخبارات البحرية. فقد بدا في الأيام الأولى من الحرب أنها كانت أشبه بوباء أصاب كل إسرائيل، بدءاً بالقيادة مروراً بالمراقبين وصولاً إلى جمهور منح حكومته دعماً غير مسبوق في حربها. رد الفعل الأولي على إعلان السيد نصر الله صدر عن المعلقين الذي كانوا يملأون الاستديوهات في تلك اللحظة. استبعد هؤلاء الأمر كلياً، معتبرين إياه حرباً نفسية يمارسها نصر الله. وما لبثت مصادر الجيش أن نفت النبأ كلياً، قبل أن تعود وتقر بإصابة قطعة بحرية، عامدة إلى التقليل إلى الحد الأدنى من أهمية الإصابة، وكأن الأمر عارض لا يستأهل التوقف عندهالواقع أن هؤلاء لم يعلموا في تلك الأثناء حقيقة ما حصل، وخاصة أن التقرير الأولي الذي ورد عن إصابة البارجة ورد بعد أكثر من نصف ساعة على الإصابة إلى الجهات المعنية.

بعد أكثر من ساعتين على الاحتراق المتواصل، بدأ أفراد الطاقم بتفقد أنفسهم. عُثر بعد وقت قصير على جثة أحد الجنود التابعين للاستخبارات البحرية، ممن كانوا على ظهر البارجة ضمن المهمة الحربية التي انطلقت لتنفذها. إلا أن التعداد أظهر فقدان ثلاثة آخرين، واحد آخر من الاستخبارات، واثنين تابعين لسلاح الجو من الفريق الموجود على متن البارجة لقيادة المروحية. بقي الثلاثة في عداد المفقودين إلى اليوم التالي، واستدعيت إلى المكان فرق من الغواصين الكوماندوس إضافة إلى وحدة إنقاذ خاصة تابعة لسلاح الجو. استمرت عملية البحث ساعات طويلة، قبل أن يتم العثور على أجزاء من جثث الجنود الثلاثة تم تجميعها ليتأكد بعد ذلك موتهم.

بقيت «حانيت» طوال الليل تنزف أمام الشواطئ اللبناني. لاحقاً سيعتبر معلقون إسرائيليون أن من حسن الحظ أن المقاومة لم تطلق صواريخ إضافية باتجاه البارجة المكشوفة وقوات الإنقاذ العاملة في محيطها، وإلا كانت نتيجة ذلك أفضت إلى كارثة.

في اليوم التالي، قام سلاح الجو الاسرائيلي بعملية إغارة على كل الهوائيات التابعة للجيش اللبناني، كان العدو مقتنعاً بأن أجهزة رادار هي التي قدمت المساعدة على إصابة البارجة، ثم سهر اللبنانيون، بعد ساعات، على حفلة جنون من الالعاب النارية الاسرائيلية التي استهدفت طوال ثلاثين دقيقة متواصلة ميناء الاوزاعي وبعض التلال المشرفة على البحر من هناك.

عند صباح اليوم التالي، وبعد أن تم جر البارجة المتفحمة بعيداً عن المياه اللبنانية، تقرر أن تبحر بنفسها، بما تبقى من قدرتها على القيام بذلك، باتجاه ميناء أسدود جنوب فلسطين المحتلة، نظراً لكون ميناء حيفا، حيث القاعدة الرئيسة لسلاح البحرية، قد وضع ضمن المدى الصاروخي للمقاومة، ولذلك تم إخلاؤه كلياً. أراد سلاح البحرية أن يظهر من خلال ذلك أن حزب الله لم يتمكن من إخضاع «سفينة العلم» في أسطوله، رغم أن كلفة الأضرار التي لحقت بها تجاوزت أربعين مليون دولار، أي أكثر من ربع ثمنها، ورغم أن رحلتها هذه ستكون الأخيرة حتى نحو عام من حينه!



لوّح له مساعده... فأعلن الخبر!

كان مقرّراً أن يتوجّه السيّد حسن نصر الله الى الجمهور بكلمة عند الرابعة من بعد ظهر ذلك اليوم، وأن يقول فيها كلاماً يتضمن إعلامنا بمفاجأة من العيار الثقيل.

كانت قيادة المقاومة تجد في ضربة من هذا النوع ما هو أكثر من مفاجأة بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى الجمهور المتابع. لكن الأسباب اللوجستية والتقنية أخّرت موعد الكلمة حتى الساعة الثامنة مساءً.
عندما تقرّر أن يخاطب الجمهور من خلال قناة المنار وبواسطة اتصال هاتفي، كان السيد نصر الله ينتظر إبلاغه بكل جديد عن مهمة الوحدة البحرية.

بعدما مرّ نصف الوقت، كان السيد نصر الله يتحدّث عبر الهاتف، عندما اقترب منه أحد معاونيه، ولوّح له بيده بأن المهمة نُفذّت.

فجأةً أدار السيد موجة الكلام باتجاه آخر، وانتقل مباشرةً الى الحديث عن مسلسل المفاجآت الذي كان أوله ضرب البارجة.

كان يجب في ذلك الوقت الاستماع لا الى رد فعل الجمهور الذي قصد البحر او الأماكن العالية للمشاهدة، بل مراقبة رد فعل المقاومين على الخطوط الأمامية الذين كانوا يستمعون الى قائدهم وهو يعلن أولى مفاجآته.



C ــ 802 وساعر ــ 5 وتحمل «حانيت» على ظهرها مروحية، ولديها قدرة تعامل مع قوات برية، فضلاً عن مضادات للطائرات وصواريخ ضد الغواصات. وتمتلك السفينة قدرة هائلة على البقاء وقتاً طويلاً في عرض البحر. كذلك تحمل البارجة منظومات تكنولوجية وتسليحية هي الأكثر تقدماً والأغلى ثمناً، وبعضها تحظر «إسرائيل» مجرد ذكر اسمه في وسائلها الإعلامية. وتمنح منظومات التسليح الظاهرة للسفينة أفضليات لم يسبق لها مثيل في المعارك البحرية.

وتحمل السفينة منظومة «بريري ماسكر» التي تتيح تشغيل محركات السفينة من دون ضوضاء أو ذبذبات حركة، ما يجعل من الصعب اكتشافها. كذلك تملك السفينة منظومة لتبريد الغازات المنبعثة منها ومواد لامتصاص الموجات الرادارية. وتستطيع السفينة البقاء في البحر 20 يوماً من دون الوصول إلى المرافئ.

تبلغ سرعة «حانيت» 33 عقدة بطوربينات الغاز، و20 عقدة بمحركات الديزل. كما يبلغ مدى إبحارها 3500 ميل بمتوسط سرعة 17 عقدة. وتحمل على ظهرها ثمانية صواريخ هاربون بحرية من صناعة أميركية، الموجهة رادارياً لمسافات بعيدة، ورأساً حربياً بزنة 227 كيلوغراماً. كما تحمل صواريخ ضد الطائرات يمكن توجيهها أيضاً ضد الصواريخ. وفي السفينة صواريخ إسرائيلية من طراز «باراك» القادر على تدمير الصواريخ المهاجمة والتعامل مع أهداف جوية مختلفة كالطائرات والطائرات الصغيرة من دون طيار. وصاروخ «باراك» يمكن إطلاقه بشكل عمودي، الأمر الذي يتيح له التصدّي لأي هدف من أي موضع على محيط 360
درجة.

تتميز البارجة الإسرائيلية أكثر من أي شيء آخر، بقدرتها على الحرب الإلكترونية من خلال منظومات الدفاع السلبية (للتشويش والإحباط) والإيجابية للتصدي والدفاع. ويضمّ طاقم البارجة المعهود 64 فرداً بينهم 16 ضابطاً، إضافة إلى طاقمين من سلاح الجو والاستخبارات.

أما C-802 فصاروخ صيني الصنع مضاد للسفن يعمل على أمداء متوسطة وموّجه بواسطة جهاز رادار ثنائي للإطلاق والإصابة، يطلق من وسائط مختلفة في الجو والبحر والبر. ويعدّ من أفضل الصواريخ في العالم، وهو قادر على تهديد معظم السفن الحربية ومن بينها حاملات الطائرات الأميركية. إنّه النسخة المعدّلة والمتطورة لصاروخ يو جي 8 الصيني القديم، المضاد للسفن.

جرى تزويد الصاروخ بأجهزة خاصة للتشويش تمكّنه من الإفلات من الصواريخ المعترضة بنسبة 98 في المئة، كما تقدّر مراكز البحث العسكرية. وهو صاروخ يمكن إطلاقه من الطائرات والسفن والغوّاصات والعربات والقواعد الثابتة على البر. ويعدّ من أفضل وأهمّ الصواريخ الصينية والعالمية المعترضة والمضادة للسفن.

يعمل صاروخ سي 802 بنظام دفع توربيني على مادة «البارافين» النفطية. يبلغ طوله 6.39 متراً، وقطره 0.36 متراً، وهو صاروخ يلامس سرعة الصوت بقياس 0.9 ماك، ويزن 715 كيلو غراماً فيما يبلغ مداه 120 كيلو متراً (بعدما كان يصل في الطراز القديم الى 40 كيلو متراً)، ويحمل رأساً متفجّراً يزن 165 كيلو غراماً (مئة كيلو غرام في الطراز القديم)، ويرتفع الصاروخ خلال طيرانه ما بين 20 و30 متراً لكنه يطوف قبل هجومه على الهدف على سطح المياه بارتفاع ما بين خمسة الى سبعة أمتار.



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إذا كنت تقصد البارجة " حانيت " فهذا مستحيل ( هل تعرف المدى الذي كانت بعيدة به عن الشاطىء )

تم استخدام الصاروخ من على متن قارب أو زورق صغير .
 
هل لديك اخى الكريم موضوع عن الالغام البحرية الايرانية ؟؟

حاليا لا , ولكن يمكنني البحت و إنشاء موضوع في الأيام المقبلة , إن شاء الله
 
الألغام البحرية هي السلاح الأساسي الذي يشتبه في استخدامه بهجوم الفجيرة، وقد أستخدمت جماعة أنصار الله في اليمن بشكل مكثف الألغام البحرية، خاصة على ساحل مدينتي المخا وميدي، وقد أعلنت الجماعة أواخر عام 2018 عن نوعين جديدين من أنواع الألغام البحرية المصنعة محلياً، تحت أسم "مرصاد 1" و"مرصاد 2".

من النقاط المهمة في ما يتعلق بالألغام البحرية هي وسائط بثها في مواضع الاشتباك، وتمتلك البحرية الإيرانية عدد متنوع من وسائط بث الألغام، منها

- التقليدي مثل زوارق "عاشوراء" السريعة، بجانب عدد من الوسائط النوعية لنقل وبث الألغام منها الطوربيد المأهول "Ghavasi" والذي هو عبارة عن تعديل تم إجراؤه محلياً على الطوربيد البحري الثقيل من عيار 533 مللم، بحيث يتحول إلى مركبة غوص متعددة المهام يبلغ طولها حوالي سبعة أمتار، ويتكون طاقمها من غواص واحد او غواصين، وتستخدم هذه المركبة في العمليات البحرية الخاصة بجانب إمكانية استخدامها لبث الألغام حيث تستطيع حمل لغم واحد من الألغام الإيرانية الصنع زنة 480 كيلو جرام، كما أنه من الممكن ايضاً استخدامها كمركبة هجوم انتحاري تعمل بطريقة مماثلة للطوربيد مع تميزها بإمكانية توجيهها بدقة عن طريق قائدها





.


من المركبات النوعية التي تمتلكها البحرية الإيرانية، والتي قد تشكل تحدياً للعمليات البحرية الأمريكية في مياه الخليج، مركبة نقل الغواصين "السابحات-15"، وهي مركبة محلية الصنع تم إنتاجها بالاستفادة من مركبات مماثلة ألمانية الصنع، وهي مركبة متخصصة في إسناد عمليات الإنزال البرمائي، ويتم إطلاقها من متن سفن الإنزال من الفئة "Hengam" ومن الممكن تعديلها للانطلاق من على متن الغواصات، وتبلغ إزاحتها الكلية عشرة أطنان وتمتلك القدرة على بث الألغام البحرية، ويتألف طاقمها من غواصين أثنين، ويمكن أيضاً تحويرها لتصبح مركبة هجومية تعمل بنفس مبدأ الطوربيدات.





.


تمتلك القوات البحرية التابعة للحرس الثوري زوارق الطوربيد القابلة للغوص "ذو الفقار"، وهي من المنظومات المهمة التي قد يكون لها دور أساسي في أي نزاع بحري محتمل. يتم تصنيع هذه الزوارق محلياً أعتماداً على نموذجين من زوارق الطوربيد الكورية الشمالية "Taedong-b"، واللتي حصلت عليها إيران عام 2002. يمتلك هذا الزورق أمكانية الغوص تحت سطح الماء، حيث يحتوي على محركين الأول يعمل بوقود الديزل والثاني محرك كهربائي. يتسلح هذا الزورق بطوربيدات من عيار 324 مللم وهو في الأساس مخصص للعمليات البحرية الخاصة، ويبلغ طوله الإجمالي 17 متر بإزاحة كلية تبلغ 22 طن، وتصل سرعته على سطح الماء الى 40 عقدة في الساعة و3 عقدة في حالة الغوص، ويستطيع هذا الزورق الغوص إلى اعماق تتراوح بين ثلاثة أمتار إلى 20 متر، ويتكون طاقمه من أربعة أفراد بجانب إمكانية نقل أربعة أفراد آخرين لتنفيذ عمليات خاصة. النمط الذي تتخذه هذه الزوارق في هجماته يجعلها تهديداً حقيقياً للقطع البحرية الكبيرة، وقد أثبت هذا النمط نجاحه في عدة مناسبات سابقة في كوريا الشمالية.





.


دشن الهجوم الذي شنته وحدات تابعة لجماعة أنصار الله في اليمن، على فرقاطة من الفئة "المدينة" تابعة للبحرية السعودية، أوائل 2017، مرحلة جديدة تشكل فيها الزوارق الصغيرة مخاطر كبيرة على القطع البحرية الكبيرة، عن طريق شن الهجمات الإنتحارية التي تستوحي تجربة الهجوم على المدمرة الأمريكية "كول" في ميناء عدن مطلع العقد الماضي. جماعة أنصار الله تمتلك نموذجين من نماذج الزوارق الإنتحارية، الأول متعدد المهام ومصنع من الألياف الزجاجية، تبلغ سرعته 30 عقدة في الساعة، ويستخدم في بث الألغام البحرية وفي ايضا تنفيذ الهجمات الإنتحارية عن طريق تجهيز عبوات ناسفة داخل بدن الزورق، وتوجيهه في اتجاه الهدف المراد تدميره، ومن ثم مغادرة طاقمه المكون من فرد او فردين متن الزورق أثناء تحركه. ويتميز هذا النموذج ببدن منخفض، يجعل من الصعب رصده على سطح الماء بسهولة أثناء تحركه.

النموذج الثاني هو الذي تم إستخدامه في الهجوم على الفرقاطة السعودية، وكذلك في هجمات على قطع بحرية إماراتية في ميناء المخا منتصف 2017، وهو عبارة عن زورق سريع غير مأهول، يتم التحكم به عن بعد، ويبلغ طوله نحو عشرة أمتار، وهذا النموذج مبني على زوارق إماراتية الصنع، تسلمتها البحرية اليمنية في السنوات السابقة. يمتلك هذا الزورق محركين يوفران له سرعة قصوى تبلغ 45 عقدة في الساعة، وهو مزود بشحنة متفجرة تبلغ زنتها 450 كيلو جرام، يعتقد أنها مستخرجة من صواريخ "ستايكس" السوفيتية المضادة للسفن، والتي امتلكتها البحرية اليمنية في مضى.





.


تمتلك البحرية الإيرانية، بالأضافة إلى ثلاث غواصات روسية من الفئة "كيلو"، أربعة عشر غواصة متوسطة محلية الصنع من الفئة "غدير"، وهي مبنية على أساس الغواصة الكورية الشمالية "Yono". وتتسلح هذه الغواصة بأنبوبي طوربيدات ثقيلة محلية الصنع بجانب قدرتها على إطلاق صواريخ "غسق-2" المضادة للقطع البحرية، وتبلغ إزاحة هذا النوع الكلية 120 طن. وهي بحجمها المدمج وبتسليحها القوى تشكل خطورة على القطع البحرية الصغيرة والمتوسطة.





.


كذلك تمتلك البحرية الإيرانية برنامجاً طموحاً لإنتاج جيل جديد من الغواصات تحت اسم "فاتح920"، حيث تمتلك بالفعل منذ عام 2013 غواصة من هذا النوع الذي يبلغ طوله الكلي 48 متر وإزاحته الكلية 527 طن، وقد دخلت الخدمة رسمياً أوائل العام الجاري، وتتسلح بأربعة أنابيب لإطلاق الطوربيدات الثقيلة محلية الصنع من عيار 533 مللم، بجانب أمتلاكها للقدرة على إطلاق الصواريخ الجوالة، وهي ميزة لم تتوفر سابقاً للقوات البحرية الإيرانية. كذلك تتوفر لهذه الغواصة القدرة على نشر ما يصل الى ثمانية ألغام بحرية، وتصل سرعتها الكلية الى 14 عقدة في الساعة، وتستطيع العمل بشكل متواصل لمدة 35 يوم.


.http://www.almayadeen.net/news/poli...إيرانية-----إمكانيات-الاشتباك-والرد-في-الخليج

 
إذا كنت تقصد البارجة " حانيت " فهذا مستحيل ( هل تعرف المدى الذي كانت بعيدة به عن الشاطىء )
إقرأ هذه الرواية من جريدة الاخبار اللبنانية و التي تعتبر مقربة جداً من الحزب و شبه ناطق بلسانه
و هي تقول صراحة ان الصاروخ المستخدم في ضرب " حانيت " كان سي 802
ــــــــــــــــــــــــــ

روايـــــة «اللهـــــب الأرجوانـــــي»


لطالما كانت إسرائيل لا تهتم لقوى العدو من النواحي كافة، ولعبة جمع المعلومات عن حزب الله تأخرت في ملامسة خطر النشاط البحري وفق منظومة متطورة.فلم يرد في بال العدو أن منظمة صغيرة يمكن أن تضع يدها على أسلحة متطورة وتكون قادرة على استخدامها تحت سماء مكشوفة

التوقيت: الساعة السادسة صباحاً.
التاريخ: يوم الجمعة، الواقع فيه الرابع عشر من تموز 2006، ثالث أيام العدوان على لبنان.
المكان: قاعدة الاستخبارات التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي في الحوض العسكري بمحاذاة ميناء حيفا.
المناسبة: تقدير وضع.
تداعى كبار ضباط الاستخبارات في السلاح لإجرائه ضمن سياق مواكبة الحرب والاستعداد العملاني لها. من دون سابق تمهيد، يفاجئ أحد الضباط الكبار، برتبة عقيد، زملاءه الحاضرين بالقول «لديّ شعور داخلي بأن حزب الله يمتلك C-802» ـــــ صاروخ بر ـــــ بحر يشكل تهديداً جدياً على القطع البحرية.
رفض المشاركون في الاجتماع مناقشة الفكرة من أصلها. «هذا خيالي» قال أحدهم تعليقاً على ما قاله العقيد، الذي أصر بدوره على موقفه مشدداً على ضرورة أخذ هذا الاحتمال بعين الاعتبار خلال إصدار أوامر العمليات للقطع التي ستشارك في الحرب. دفع الاستبعاد الاعتباطي للفكرة الضابط المذكور إلى توجيه رسالة إلى رئيس الاستخبارات البحرية، العميد رام، ضمّنها تحذيراً من القدرات البحرية غير المعلومة، أو المفترضة، لدى حزب الله والبناء على أساسها. لم تفضِ الرسالة إلى التأثير المرجوّ، بل إن أمرها، فضلاً عن فحواها، لم يُنقل إلى القادة الميدانيين للسلاح الذين كانوا في غرف العمليات.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تثار فيها الخشية من إمكان حيازة حزب الله قدرات اعتراض بحري متطورة، على شاكلة صواريخ بر بحر. قبل ذلك بنحو ثلاثة أعوام، في نيسان نيسان 2003، سئل قائد قسم الرقابة في شعبة الاستخبارات العسكرية، الذي كان يحاضر في إحدى دورات الاستخبارات البحرية، عن فرص وجود صواريخ كهذه لدى الحزب. كان جوابه خليطاً بين الجهل والتحذير: «من الأجدر لكم أن تعتقدوا أن أمراً كهذا ربما يكون موجوداً في لبنان». بعد انتهائه من المحاضرة وجّه الضابط نفسه رسالة إلى قيادة سلاح البحرية يقترح فيها إطلاق ورشة عمل في جهاز الاستخبارات التابع للسلاح تهدف إلى التوصل إلى نتيجة يكون من شأنها أن تؤكد أو تنفي حيازة حزب الله صواريخ كهذه. إلا أن هذه الغاية لم تتحقق، رغم محاولات بذلت على هذا الصعيد. في وقت لاحق، بعد الحرب، سيشهد رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال يوسي كوبرفاسر، في محاضرة له، أن عدم علم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بامتلاك حزب الله لهذه الصواريخ هو أحد الإخفاقات العديدة التي وقعت فيها هذه الأجهزة في عملها على حزب الله.
وفقاً لخطة الحرب التي كان قائد الأركان، دان حالوتس، قد أعدها، لم يُلحظ لسلاح البحرية عموماً دور جوهري. يعود ذلك في الأساس إلى نظرة حالوتس، قائد سلاح الجو السابق، وأحد المنظرين الرئيسيين في جيوش العالم لنظرية الحسم الجوي، لسلاح البحرية وأهميته في تصورات الحرب المستقبلية، وهي نظرة لامست الاستخفاف. بالنسبة لحالوتس، اقتصرت مهام البوارج الحربية على فرض الحصار البحري قبالة سواحل العدو، أما فاعلية سلاح البحرية عموماً، فمن أجل تحقيقها «ينبغي تحويل السلاح إلى قاعدة داخل سلاح الجو»، كما كان قد ردّد غير مرة، بلحن ساخر، في مداولات داخل الجيش.
وبالفعل، عدا فرض الحصار البحري على لبنان، لم يُكلف أمر العمليات الأول الذي صدر في الحرب تحت عنوان «تغيير الاتجاه 1»، في 13 تموز، سلاح البحرية إلا بقيام قطعتين تابعتين له بتنفيذ بضع رمايات نارية باتجاه السواحل اللبنانية وأهداف محاذية لها. إحدى هاتين القطعتين كانت البارجة الحربية «حانيت»، وهي من طراز «ساعر 5»، وتعد درة تاج البحرية الإسرائيلية لجهة حداثتها ومواصفاتها القتاليةانطلقت «حانيت» (الرمح) فجر الخميس، ثاني أيام الحرب، على رأس أسطول صغير تألف من أربع بوارج من طراز «ساعر» وثلاثة قوارب دورية من طراز «دبور». بعض هذه القطع أبحر من ميناء حيفا، فيما قدم البعض الآخر من ميناء أسدود (القريب من عسقلان). تجولت السفن السبع على مسافة نحو 16 ميلاً بحرياً على امتداد السواحل اللبنانية، من الشمال حتى الناقورة. بعيد الإبحار، تعرّضت منظومة الرادار في «حانيت» لعطل فني أدى إلى خروج أحد صحني البث التابعين لها من الخدمة، ما خفض فاعليتها الاستكشافية بنسبة خمسين بالمئة. لم يرَ ضابط الإلكترونيات الموجود على متن البارجة في الأمر ما يستدعي إعلام قائد السفينة، العقيد يورام، بما حصل، وقرّر، عوضاً عن ذلك، «إراحة الأجهزة»، فعمد، نحو الساعة السابعة مساءً، إلى إطفاء المنظومة بأكملها.

«اللهب الأرجواني»

غروب ذلك اليوم، كان عناصر الوحدة البحرية في المقاومة الاسلامية، وهي سلاح غير معروف سابقاً لدى الجمهور في لبنان، يستعدون لتنفيذ الأوامر التي تلقوها عند ظهيرة ذلك اليوم، وتقضي باستهداف البوارج الحربية التابعة للعدو والمتموضعة قبالة شواطئ العاصمة على وجه خاص. خططت قيادة المقاومة لأن تكون أولى المفاجآت التي وعد بها أمينها العام السيد حسن نصر الله، من العيار الثقيل، وأن تكون ساحتها حيث لا يتوقع العدو. انقسمت المهمة من الناحية الإجرائية إلى شقيَّن: الأول معلوماتي، ويعنى بتشخيص الأهداف المحتملة وتحديد الإحداثيات الدقيقة لمكانها في عرض البحر، والثاني عملاني، ويتعلق بتلقيم المعطيات الواردة بشأن الإحداثية للرقائق الإلكترونية الخاصة بأجهزة التوجيه المنصوبة داخل الصواريخ.
وفيما كانت إحدى الفرق التابعة لتشكيل الرصد الراداري الخاص بالوحدة تعمل على استكمال التفاصيل المتعلقة بالشق الأول، كانت مجموعة أخرى، في مكان منفصل، تعد المنصة الصاروخية لوضعية الإطلاق، بانتظار ورود الإحداثيات وتلقيمها تربصاً بالساعة الصفر.
الثامنة مساءً كانت حلقة الاستعدادات كلها قد استكملت. أبلغت القيادة بذلك، فأعطت الإذن بالتنفيذ. من على تلة مشرفة على منطقة الأوزاعي انطلقت صافرتان رعديتان متداخلتان زلزلتا المحيط المشدود أصلاً بجو من التوتر الحربي. حسب الناس لوهلة أن غارتين إسرائيليتين جديدتين استهدفتا أطراف الضاحية الجنوبية، على سبيل التشويش على الكلمة التي كان السيد نصر الله يلقيها عبر شاشة «المنار» في تلك الساعة. إلا أن الصورة ما لبثت أن اتضحت: أول المبشرين بحقيقة ما حصل كان السيد نصر الله نفسه، حين أعلن في سياق كلمته التي كانت تنقل بالبث المباشر إصابة بارجة حربية إسرائيلية قبالة سواحل بيروت.
أقل من دقيقة احتاج إليها الصاروخان لقطع المسافة الفاصلة بين منصة الإطلاق والهدف المحدد. رادارات بارجتين أخريين كانتا في محيط «حانيت» شخصتا الصاروخين بوصفها طائرتين تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي، وفي وقت لاحق أقر قائد سلاح البحرية، الجنرال دافيد بن بعشات، بأنه حتى لو كانت المنظومات الرادارية لـ«حانيت» في وضعية تشغيل، لتعاملت مع الصاروخ المتوجه نحوها على أنه طائرة صديقة، وبالتالي لم يكن ذلك ليمنع تعرّضها للإصابة به. النشاط الإلكتروني الضخم والمتداخل لأجهزة الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة من جهة، واستبعاد حيازة المقاومة صواريخ بر بحر من جهة أخرى، كانا قد دفعا الجيش إلى عدم تخصيص مسارات جوية محددة ومنفصلة للطائرات الصديقة تمنع حصول التباس في تشخيص الأجسام الطائرة غير الصديقة.
حلق الصاروخان، من دون أي اعتراض، نحو الهدف. أخطأ أحدهما البارجة، فأكمل طريقه باحثاً عن هدف آخر، عثر عليه في سفينة ترفع العلم الكمبودي كانت تمخر عباب البحر على مسافة 35 ميلاً. أما الصاروخ الثاني فانقض على «حانيت».
يمتاز الصاعق التفجيري لصاروخ C-802 بآلية تشغيل تتألف من مرحلتين، يقوم، بموجبها، الاصطدام الأولي للصاروخ، الذي يفترض أن يكون ببدن السفينة الخارجي، بتجهيز الصاعق للانفجار الأساسي بعد ثوان حيث يفترض أن يكون قد اخترق البدن لينفجر في بطن السفينة.
تدخل القدر لينقذ «حانيت»، وطاقمها المؤلف من 80 بحاراً، من الغرق المحتم. فقد أصاب الصاروخ المقطع الخلفي من جسمها، البالغ طوله 85 متراً، حيث كانت مروحية عسكرية تركن في المهبط المعد لها على ظهر السفينة. نقطة الاصطدام الأولى كانت رافعة موجودة على طرف المهبط، انفجر بعدها الصاروخ على سطح المركب، لا داخله، ما أدى إلى أن يتبدّد الانفجار في مساحة مفتوحة، فاقداً جزءاً كبيراً من فاعليته وقوته.

الصدمة

ساد الضياع أفراد الطاقم الذين لم يدركوا أن الانفجار ناجم عن صاروخٍ معادٍ إلا بعد دقائق، واستمر الارتباك حتى بعد إدراكهم لذلك. اندلع حريق كبير في منطقة الانفجار زادت في تأججه براميل الوقود الخاص بالمروحية التي كانت موجودة في المكان. سارع العشرات من أفراد الطاقم للشروع في عملية الإطفاء، إلا أنهم اكتشفوا أن مفاتيح الخزانة الخاصة بتجهيزات الإطفاء في السفينة لم تكن في مكانها، وهكذا واصلت النيران اشتعالها، على مرأى البحارة المصدومين، لفترة طويلة إلى أن استنفدت نفسها وانطفأت ذاتياً. صدمة الطاقم لم تقف عند حدود العجز عن إطفاء الحريق، بل حالت أيضاً دون القيام بأمور بديهية كإبعاد براميل الوقود وقطع التيار الكهربائي عن منطقة الحدث.
في هذه الأثناء، وفيما كان السيد نصر الله يعلن إصابة البارجة، كان رئيس الأركان، دان حالوتس، يعقد مؤتمراً صحافياً يشرح فيه «إنجازات» الحرب وأهدافها وأفقها. عدوى الاستخفاف بالعدو لم تكن حكراً على طاقم البارجة، ومن ورائه الاستخبارات البحرية. فقد بدا في الأيام الأولى من الحرب أنها كانت أشبه بوباء أصاب كل إسرائيل، بدءاً بالقيادة مروراً بالمراقبين وصولاً إلى جمهور منح حكومته دعماً غير مسبوق في حربها. رد الفعل الأولي على إعلان السيد نصر الله صدر عن المعلقين الذي كانوا يملأون الاستديوهات في تلك اللحظة. استبعد هؤلاء الأمر كلياً، معتبرين إياه حرباً نفسية يمارسها نصر الله. وما لبثت مصادر الجيش أن نفت النبأ كلياً، قبل أن تعود وتقر بإصابة قطعة بحرية، عامدة إلى التقليل إلى الحد الأدنى من أهمية الإصابة، وكأن الأمر عارض لا يستأهل التوقف عندهالواقع أن هؤلاء لم يعلموا في تلك الأثناء حقيقة ما حصل، وخاصة أن التقرير الأولي الذي ورد عن إصابة البارجة ورد بعد أكثر من نصف ساعة على الإصابة إلى الجهات المعنية.
بعد أكثر من ساعتين على الاحتراق المتواصل، بدأ أفراد الطاقم بتفقد أنفسهم. عُثر بعد وقت قصير على جثة أحد الجنود التابعين للاستخبارات البحرية، ممن كانوا على ظهر البارجة ضمن المهمة الحربية التي انطلقت لتنفذها. إلا أن التعداد أظهر فقدان ثلاثة آخرين، واحد آخر من الاستخبارات، واثنين تابعين لسلاح الجو من الفريق الموجود على متن البارجة لقيادة المروحية. بقي الثلاثة في عداد المفقودين إلى اليوم التالي، واستدعيت إلى المكان فرق من الغواصين الكوماندوس إضافة إلى وحدة إنقاذ خاصة تابعة لسلاح الجو. استمرت عملية البحث ساعات طويلة، قبل أن يتم العثور على أجزاء من جثث الجنود الثلاثة تم تجميعها ليتأكد بعد ذلك موتهم.
بقيت «حانيت» طوال الليل تنزف أمام الشواطئ اللبناني. لاحقاً سيعتبر معلقون إسرائيليون أن من حسن الحظ أن المقاومة لم تطلق صواريخ إضافية باتجاه البارجة المكشوفة وقوات الإنقاذ العاملة في محيطها، وإلا كانت نتيجة ذلك أفضت إلى كارثة.
في اليوم التالي، قام سلاح الجو الاسرائيلي بعملية إغارة على كل الهوائيات التابعة للجيش اللبناني، كان العدو مقتنعاً بأن أجهزة رادار هي التي قدمت المساعدة على إصابة البارجة، ثم سهر اللبنانيون، بعد ساعات، على حفلة جنون من الالعاب النارية الاسرائيلية التي استهدفت طوال ثلاثين دقيقة متواصلة ميناء الاوزاعي وبعض التلال المشرفة على البحر من هناك.
عند صباح اليوم التالي، وبعد أن تم جر البارجة المتفحمة بعيداً عن المياه اللبنانية، تقرر أن تبحر بنفسها، بما تبقى من قدرتها على القيام بذلك، باتجاه ميناء أسدود جنوب فلسطين المحتلة، نظراً لكون ميناء حيفا، حيث القاعدة الرئيسة لسلاح البحرية، قد وضع ضمن المدى الصاروخي للمقاومة، ولذلك تم إخلاؤه كلياً. أراد سلاح البحرية أن يظهر من خلال ذلك أن حزب الله لم يتمكن من إخضاع «سفينة العلم» في أسطوله، رغم أن كلفة الأضرار التي لحقت بها تجاوزت أربعين مليون دولار، أي أكثر من ربع ثمنها، ورغم أن رحلتها هذه ستكون الأخيرة حتى نحو عام من حينه!



لوّح له مساعده... فأعلن الخبر!

كان مقرّراً أن يتوجّه السيّد حسن نصر الله الى الجمهور بكلمة عند الرابعة من بعد ظهر ذلك اليوم، وأن يقول فيها كلاماً يتضمن إعلامنا بمفاجأة من العيار الثقيل.
كانت قيادة المقاومة تجد في ضربة من هذا النوع ما هو أكثر من مفاجأة بالنسبة إلى إسرائيل أو بالنسبة إلى الجمهور المتابع. لكن الأسباب اللوجستية والتقنية أخّرت موعد الكلمة حتى الساعة الثامنة مساءً.
عندما تقرّر أن يخاطب الجمهور من خلال قناة المنار وبواسطة اتصال هاتفي، كان السيد نصر الله ينتظر إبلاغه بكل جديد عن مهمة الوحدة البحرية.
بعدما مرّ نصف الوقت، كان السيد نصر الله يتحدّث عبر الهاتف، عندما اقترب منه أحد معاونيه، ولوّح له بيده بأن المهمة نُفذّت.
فجأةً أدار السيد موجة الكلام باتجاه آخر، وانتقل مباشرةً الى الحديث عن مسلسل المفاجآت الذي كان أوله ضرب البارجة.
كان يجب في ذلك الوقت الاستماع لا الى رد فعل الجمهور الذي قصد البحر او الأماكن العالية للمشاهدة، بل مراقبة رد فعل المقاومين على الخطوط الأمامية الذين كانوا يستمعون الى قائدهم وهو يعلن أولى مفاجآته.



C ــ 802 وساعر ــ 5 وتحمل «حانيت» على ظهرها مروحية، ولديها قدرة تعامل مع قوات برية، فضلاً عن مضادات للطائرات وصواريخ ضد الغواصات. وتمتلك السفينة قدرة هائلة على البقاء وقتاً طويلاً في عرض البحر. كذلك تحمل البارجة منظومات تكنولوجية وتسليحية هي الأكثر تقدماً والأغلى ثمناً، وبعضها تحظر «إسرائيل» مجرد ذكر اسمه في وسائلها الإعلامية. وتمنح منظومات التسليح الظاهرة للسفينة أفضليات لم يسبق لها مثيل في المعارك البحرية.
وتحمل السفينة منظومة «بريري ماسكر» التي تتيح تشغيل محركات السفينة من دون ضوضاء أو ذبذبات حركة، ما يجعل من الصعب اكتشافها. كذلك تملك السفينة منظومة لتبريد الغازات المنبعثة منها ومواد لامتصاص الموجات الرادارية. وتستطيع السفينة البقاء في البحر 20 يوماً من دون الوصول إلى المرافئ.
تبلغ سرعة «حانيت» 33 عقدة بطوربينات الغاز، و20 عقدة بمحركات الديزل. كما يبلغ مدى إبحارها 3500 ميل بمتوسط سرعة 17 عقدة. وتحمل على ظهرها ثمانية صواريخ هاربون بحرية من صناعة أميركية، الموجهة رادارياً لمسافات بعيدة، ورأساً حربياً بزنة 227 كيلوغراماً. كما تحمل صواريخ ضد الطائرات يمكن توجيهها أيضاً ضد الصواريخ. وفي السفينة صواريخ إسرائيلية من طراز «باراك» القادر على تدمير الصواريخ المهاجمة والتعامل مع أهداف جوية مختلفة كالطائرات والطائرات الصغيرة من دون طيار. وصاروخ «باراك» يمكن إطلاقه بشكل عمودي، الأمر الذي يتيح له التصدّي لأي هدف من أي موضع على محيط 360
درجة.
تتميز البارجة الإسرائيلية أكثر من أي شيء آخر، بقدرتها على الحرب الإلكترونية من خلال منظومات الدفاع السلبية (للتشويش والإحباط) والإيجابية للتصدي والدفاع. ويضمّ طاقم البارجة المعهود 64 فرداً بينهم 16 ضابطاً، إضافة إلى طاقمين من سلاح الجو والاستخبارات.
أما C-802 فصاروخ صيني الصنع مضاد للسفن يعمل على أمداء متوسطة وموّجه بواسطة جهاز رادار ثنائي للإطلاق والإصابة، يطلق من وسائط مختلفة في الجو والبحر والبر. ويعدّ من أفضل الصواريخ في العالم، وهو قادر على تهديد معظم السفن الحربية ومن بينها حاملات الطائرات الأميركية. إنّه النسخة المعدّلة والمتطورة لصاروخ يو جي 8 الصيني القديم، المضاد للسفن.
جرى تزويد الصاروخ بأجهزة خاصة للتشويش تمكّنه من الإفلات من الصواريخ المعترضة بنسبة 98 في المئة، كما تقدّر مراكز البحث العسكرية. وهو صاروخ يمكن إطلاقه من الطائرات والسفن والغوّاصات والعربات والقواعد الثابتة على البر. ويعدّ من أفضل وأهمّ الصواريخ الصينية والعالمية المعترضة والمضادة للسفن.
يعمل صاروخ سي 802 بنظام دفع توربيني على مادة «البارافين» النفطية. يبلغ طوله 6.39 متراً، وقطره 0.36 متراً، وهو صاروخ يلامس سرعة الصوت بقياس 0.9 ماك، ويزن 715 كيلو غراماً فيما يبلغ مداه 120 كيلو متراً (بعدما كان يصل في الطراز القديم الى 40 كيلو متراً)، ويحمل رأساً متفجّراً يزن 165 كيلو غراماً (مئة كيلو غرام في الطراز القديم)، ويرتفع الصاروخ خلال طيرانه ما بين 20 و30 متراً لكنه يطوف قبل هجومه على الهدف على سطح المياه بارتفاع ما بين خمسة الى سبعة أمتار.



حانيت تم استهدافها بالصاروخ عبر الاستعانة بالرادار التي تم ضربها
تم استخدام الصاروخ من على متن قارب أو زورق صغير .
لا بل اجمعت التقارير من كلا الطرفين المتنازعين انه اطلق من على شاحنة ، من منطقة ساحلية اسمها الإمام الأوزاعي قرب العاصمة اللبنانية بيروت
 
عودة
أعلى