الذاكرة الرقمية القرآنية / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

  • بادئ الموضوع Nabil
  • تاريخ البدء

Nabil

التحالف يجمعنا
مستشار المنتدى
إنضم
4/5/19
المشاركات
10,848
التفاعلات
19,863
الذاكرة الرقمية القرآنية

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي



الحمد للَّه الذي أنزل هذا القرآن بعلمه كتابًا كاملًا في ذاته، مباركًا في محتواه وصفاته، مستقيمًا في بيانه ومنهاجه، عادلًا في أوامره ونواهيه وأحكامه، صادقًا في مواعظه ووعده ووعيده وترغيبه وترهيبه وأخباره وقصصه وأمثاله، متناسقًا في نظم حروفه وكلماته وآياته.. وجعله روحًا يُحيي به من يشاء من خلقه، ونورًا تُشرق به قلوب المؤمنين من عباده، وهدًى للناس يدلّهم على نهجه القويم وصراطه المستقيم، ويُبيّن لهم معالم طريق الفائزين بجناته والظافرين برضوانه.. وأودع لنا فيه عجائب لا تـنقضي، لتكون برهانًا على صدق وحيه وعظيم قدره وإجلاله.
نتأمّل في مستهل هذا المشهد كلمة { عَبْدِهِ } في هذه الآية:

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَهُ عِوَجَا (1)} [الكهف]

5 كلمات قبل { عَبْدِهِ } و 5 كلمات بعدها!
19 حرفًا قبل { عَبْدِهِ } و 19 حرفًا بعدها!
انتقل إلى الآية رقم 2 في السورة التالية لها مباشرة.. سورة مريم، وتأمّل:

{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)}

ما هو وجه الشبه بين الآيتين؟
عدد كلمات هذه الآية 5 كلمات..
5 هو عدد الكلمات التي سبقت كلمة { عَبْدِهِ } في آية سورة الكهف.
5 هو عدد الكلمات التي جاءت بعد كلمة { عَبْدِهِ } في آية سورة الكهف.
عدد حروف هذه الآية 19 حرفًا..
19 هو عدد حروف الكلمات التي سبقت كلمة { عَبْدِهِ } في آية سورة الكهف.
19 هو عدد حروف الكلمات التي جاءت بعد كلمة { عَبْدِهِ } في آية سورة الكهف
كل شيء محسوب بدقة!! ليس هناك عوج.
القرآن ليس له عوج؛ لا في أحكامه ولا في بلاغته ولا في نظامه الإحصائي البديع!

نعود إلى آية سورة الكهف..
رقم الآية 1 وعدد كلماتها 11 وعدد آيات السورة 110
ولكن لماذا جاءت كلمة { عَبْدِهِ } تحديدًا في مركز الآية؟!
ولماذا تجلَّت لنا أرقام وأعداد بعينها دون غيرها (1، 5، 11، 19، 110)؟!

تأمّل..
مدح اللَّه عزّ وجلّ نبيه مُحمَّدًا -صلى الله عليه وسلّم- في القرآن وشرّفه بكلمة { عَبْدِهِ } في 6 مواضع، هي:

{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ (1)} [الإسراء]
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1)} [الكهف]
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُوْنَ لِلْعَالَمِيْنَ نَذِيْرًا (1)} [الفرقان]
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُوْنَكَ بِالَّذِيْنَ مِنْ دُوْنِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)} [الزمر]
{ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} [النجم]
{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْرِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ (9)} [الحديد]

هذه الآيات حصرية، ولا يوجد غيرها في القرآن.
الآن تأمّل هذه الآيات الست جيِّدًا.. مجموع كلماتها 78 كلمة.
العدد 78 يساوي 6 × 13
13 عدد أوّلي ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 6
وفي جميع الحالات، فإن الرقم 6 هو عدد الآيات نفسها!

تأمّل..
تكرّرت أحرف اسم { مُحمَّد } في الآيات الست 37 مرّة.
تكرّرت أحرف لفظ { رَسُول } في الآيات الست 86 مرّة.
تكرّرت أحرف اسم { اللَّه } في الآيات الست 124 مرّة.
تكرّرت أحرف { مُحمَّد رسول اللَّه } في الآيات الست 247 مرّة!
إلى ماذا يشير هذا العدد؟
مجموع كلمات الآيات الست 78، ومجموع حروفها 325 حرفًا، والفرق بينهما 247
العدد 247 يساوي 13 × 19
إلى ماذا يشير هذا النمط الرياضي العجيب!
أوّل أحرف { عَبْدِهِ } وهو حرف العين تكرّر في الآيات الست 13 مرّة!
وآخر أحرف { عَبْدِهِ } وهو حرف الهاء تكرّر في الآيات الست 19 مرّة!
فتأمّل عظمة ذاكرة النسيج الرقمي القرآني!

هل تعجّبت من ذلك؟
دعني أعيد العدد 247 كما هو للنظّر إليه نظرة أخرى..
هذا العدد 247 يساوي 114 + 23 + 63 + 47
114 هو عدد سور القرآن!
23 هو عدد أعوام نزول القرآن!
63 هو عدد أعوام عمر النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-!
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!

وتأمّل كيف ورد لفظ { عَبْدِهِ } لأوّل مرَّة: { سُبْحَانَ الَّذِيْ أَسْرَى بِعَبْدِهِ }!
تكرّرت أحرف لفظ { بِعَبْدِهِ } كما وردت لأوّل مرّة في الآيات الست 78
78 هو مجموع كلمات الآيات الست!

تكرّرت أحرف لفظ { وَحْيّ } في الآيات الست 46 مرّة، وهذا العدد = 23 + 23
23 هو بالفعل عدد أعوام الوحي!

تكرّرت أحرف لفظ { الْوَحْيّ } في الآيات الست 151 مرّة وهذا العدد = 114 + 37
إذا كان 114 يشير إلى عدد سور القرآن فإلى ماذا يشير العدد 37؟

تكرّرت أحرف لفظ { نَبِيّ } في الآيات الست 63 مرّة!
63 هو عدد أعوام عمر النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-!

تكرّرت أحرف لفظ { الّنَبِيّ } في الآيات الست 168 مرّة، وهذا العدد = 114 + 54
إذا كان 114 يشير إلى عدد سور القرآن، فإلى ماذا يشير العدد 54؟

تأمّل..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف لفظ { عَبْدِهِ } = 54

هذا القرآن هو الحق من رب العالمين..
كل من يتشكّك في ذلك عليه أن يتأمّل:
تكرّرت أحرف لفظ { الْحَق } في الآيات الست 114 مرّة!
114 هو عدد سور القرآن، وهو الحقّ من رب العالمين!
وتكرّرت أحرف { دِيْنُ الْحَق } في الآيات الست 172 مرّة!
العدد 172 يساوي 114 + 58
114 هو عدد سور القرآن و58 مجموع أرقام الآيات الست!
يمكنك أن تتأكّد الآن!

تكرّرت أحرف لفظ { الْقُرْآن } في الآيات الست 143 مرّة!
143 هو عدد حروف أوّل سور القرآن، وهي الفاتحة!

تأمّل كيف تكرّر أوّل الحروف وهو حرف الألف في الآيات الست!
تكرّر حرف الألف في الآيات الست 53 مرّة!
53 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } في أوّل سور القرآن وهي الفاتحة!

مزيد من التأكيد..
تكرّرت حروف لفظ { رَبّ الْعَالَمِيْن } في الآيات الست 212 مرّة، وهذا العدد = 53 × 4
53 هو مجموع تكرار أحرف اسم { اللَّه } في سورة الفاتحة، و4 هو مجموع هذه الأحرف!

مزيد من التأكيد..
تكرّرت أحرف اسم { الّرَحْمَن } في الآيات الست 167 مرّة، وهذا العدد = 114 + 53
مزيد من التأكيد..
تأمّل أوّل كلمة في الآيات الست { سُبْحَانَ }:
تكرّرت أحرف لفظ { سُبْحَانَ } في الآيات الست 106 مرّة، وهذا العدد = 53 + 53
سبحان اللَّه! فتأمّل كيف تنطق الأرقام قبل أن تنطق الحروف!

تأمّل آخر كلمة في الآيات الست { رَحِيْمٌ }:
تكرّرت أحرف لفظ { رَحِيْمٌ } في الآيات الست 61 مرّة!
قد لا يلفت انتباهك هذا العدد من الوهلة الأولى!
ولكنك إذا أضفت إليه العدد 53 يكون الناتج 114، وهذا هو عدد سور القرآن!

مُذهل!
تأمّل آخر كلمة في هذه الآيات الست وهي كلمة { رَحِيْمٌ }!
وكما ترى فقد جاءت مجرّدة من الألف واللّام!
فماذا لو تأمّلنا نمط تكرار أحرفها كاملة { الّرَحِيْم }؟! فتأمّل:
تكرّرت أحرف كلمة { الْرَحِيْم } في الآيات الست 166 مرّة، وهذا العدد = 114 + 52
إلى ماذا تشير هذه الأعداد هنا؟
ورد لفظ { رَحِيْمٌ } في القرآن 114 مرّة مقصود به رب العزّة سبحانه وورد مرّة واحدة ومقصود به مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
ولكن الأهم من ذلك هو مدلول العدد 52 الذي تجّلى هنا!
فماذا تتوقع؟ لاحظ أن لفظ { الّرَحِيْم } في خاتمة الآيات غاب عنه حرفان وهما الألف واللّام.
في المقابل هناك 4 من الحروف الهجائية لم ترد في أيّ من الآيات الستّة وهي:
حرف الثاء والشين والطاء والغين
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الأربعة الغير موجودة في الآيات الست = 52
تأمّل هذا المعنى الدقيق الذي يفصح عنه النسيج الرقمي القرآني المذهل!

وهذه دعوة رقمية للإيمان بهذا القرآن:
تكرّرت أحرف لفظ { إيمَان } في الآيات الست 119 مرّة، وهذا العدد = 114 + 5
114 هو عدد سور القرآن، و 5 هو عدد أركان الإسلام!

لقد ابتعدنا كثيرًا..
نعود بآيات { عَبْده } الست إلى الساحة مرّة أخرى..
أشار اللَّه عزّ وجلّ إلى نبيه وسيدنا مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- في القرآن بكلمة { عَبْده } في 6 مواضع، هي:

{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيْعُ الْبَصِيْرُ (1)} [الإسراء]
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا (1)} [الكهف]
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُوْنَ لِلْعَالَمِيْنَ نَذِيْرًا (1)} [الفرقان]
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُوْنَكَ بِالَّذِيْنَ مِنْ دُوْنِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)} [الزمر]
{ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)} [النجم]
{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْرِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ (9)} [الحديد]

هناك أربعة أحرف لم ترد في أيٍّ من هذه الآيات الست وهي: الثاء والشين والطاء والغين.
ماذا تعني لك هذه الحقيقة؟
هذه الحقيقة تعني ببساطة أن الحروف الهجائية التي تشكّلت منها هذه الآيات الست عددها 26 حرفًا.
وأن مجموع الترتيب الهجائي لهذه الحروف هو 354، وهذا العدد = 6 × 59
إذا كان الرقم 6 هو عدد هذه الآيات نفسها، فإلى ماذا يشير العدد 59 هنا؟!
سوف أجيب عن هذا السؤال الآن، ولكنني على يقين من أنك سوف تتفاجأ بالإجابة!
تأمّل الإجابة عن السؤال:

تكرّرت أحرف لفظ { عَبْده } في الآيات الست 59 مرّة.
نظرة أخرى.. 59 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 17
17 هو ترتيب سورة الإسراء في المصحف حيث ورد لفظ { عَبْده } للمرّة الأولى!
أرأيت كم هو مذهل هذا النسيج الرقمي القرآني!

تأمّل وتعجّب!
والآن ماذا يقول المكذبون بهذا القرآن عن هذه الحقيقة الدامغة؟
أشار اللَّه عزّ وجلّ إلى نبيه وسيدنا مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم- في القرآن بكلمة { عَبْده } في 6 آيات.
هذه الآيات الست تضمّنت من الحروف الهجائية 26 حرفًا.
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الحروف هو 354 وهذا العدد = 6 × 59
6 هو عدد الآيات، و 59 هو مجموع تكرار أحرف { عَبْده } في الآيات نفسها!
وفوق ذلك، فإن العدد 59 أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 17
17 هو ترتيب سورة الإسراء في المصحف حيث ورد لفظ { عَبْده } للمرّة الأولى!
فتأمّل عجائب ذاكرة النسيج الرقمي القرآني!
تأمّل دقّة هذه الذاكرة القرآنية فهي لا تتعامل من ظاهر الألفاظ فحسب!
بل تتعامل مع روح النص ومعناه ومضمونه!
صفة { عَبْده } المشار إليها في الآيات الست جميعها مقصود بها مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
مع الانتباه إلى أن لفظ { عَبْده } ورد مرّة أخرى وأخيرة في القرآن في هذه الآية:

{ ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} [مريم]

تأمّل معنى الآية جيدًا فالمقصود بعبده هنا هو زكريا - عليه السلام - وليس مُحمَّد -صلى الله عليه وسلّم-!
وهذا يعني أنك إذا أضفت هذه الآية إلى الآيات الست تختل جميع الموازين التي رأيتها في هذا المشهد!
وهكذا تتحوّر حروف الكلمة للتفاعل القرآنية لتتفاعل مع روح النص!
إنها ذاكرة النسيج الرقمي القرآني المذهلة التي تحتوي كل شيء! نعم.. كلَّ شيء!
من أراد البحث عن التفرُّد المطلق، والكمال الذاتي فعليه بالقرآن!
هذا الكتاب المبارك الذي يعلو ولا يُعلى عليه في أمور الدين والدنيا!
ما أعظم هذا القرآن، وما أعظم الذي أنزله!
وما أعظم الذي أُنزل عليه، وما أعظم رسالته الخاتمة!
شـهد الأنـام بفضـله حـتى العـدا والفضـل مـا شـهدت بـه الأعداء!
ألم يقل تولستوي قبل أكثر من قرن: "إنَّ شريعة مُحمَّد ستسود العالم"!
نعم.. إن شريعة مُحمَّد في طريها لتسود العالم كلّه فقط بقوَّة الحجَّة والمنطّق!
-------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

بتصرف بسيط عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى