- إنضم
- 11/12/18
- المشاركات
- 24,658
- التفاعلات
- 58,408
أبيات شعر عن الأخلاق : كلمات رائعة تشع فضلا وأدبا وحسن خلق
قال سبحانه وتعالى مزكيا الحبيب المصطفى – عليه الصلاة والسلام – : ” وإنك لعلى خلق عظيم ” ( القلم 4 ) .
وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” .
من هنا كانت الأخلاق الحجر الأساس في بناء شخصية الإنسان وسمو نفسه وروحه عن الذنوب وخواطر النفس السيئة . ولقد كان للشعر النصيب الأكبر من تناول موضوع الأخلاق في قصائده ، فخلّف لنا مجموعة خالدة من أجمل الأبيات التي تمجد مكارم الأخلاق وأصحابها .
أبيات شعر عن الأخلاق ( 1 )
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في بيته المشهور :
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال أيضا:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتما وعويلا
وقال أيضا :
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النفس بالأخلاق تستقم
قال المتنبي :
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له * إذا لم يكن في فعله والخلائق
قال معروف الرصافي في قصيدته الرائعة ” هي الأخلاق تنبت كالنبات ” .
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات * إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المُربي * على ساق الفضيلة مُثمِرات
وتسمو للمكارم باتساق * كما اتسقت أنابيبُ القناة
وتنعش من صميم المجد رُوحا * بأزهارٍ لها متضوعات
ولم أر للخلائق من محلّ * يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضن الأم مدرسة تسامت * بتربية البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليد تقاس حسنا * بأخلاق النساءِ الوالدات
وليس ربيب عالية المزايا * كمثل ربيب سافلة الصفات
وليس النبت ينبت في جنان * كمثل النبت ينبت في الفَلاة
قال محمود الأيوبي :
والمرء بالأخلاق يسمو ذكره * وبها يُفضل في الورى ويُوقر
قال أبو تمام :
فلم أجد الأخلاق إلا تخلقا * ولم أجد الأفضال إلا تفضلا
قال مسعود سماحة :
جمال الخلق أفضل من جمال * يغطي قبح خلق في مليح
فكم من سوء خلق في جميل * وكم من حسن نفس في قبيح
أبيات شعر عن الأخلاق ( 2 )
قال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته الرائعة ” كم ذا يكابد عاشق ويلاقي ” :
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً * فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا * عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّنا * بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ * تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ * ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً * لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ * لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ * كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا * أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ * ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً * جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ * قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ * فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ * سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ * بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها * في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها * أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
قال أبو الأسود الدؤلي :
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ * عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيّها * فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ
فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى * بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ
قال صفي الدين الحلي :
إنّا لَقَوْمٌ أبَتْ أخلاقُنا شَرفا * أن نبتَدي بالأذى من ليسَ يوذينا
بِيضٌ صَنائِعُنا ، سودٌ وقائِعُنا * خِضرٌ مَرابعُنا ، حُمرٌ مَواضِينا
أبيات شعر عن الأخلاق ( 3 )
قال السموأل :
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ * فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها * فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
وها هو الإمام الشافعي يبدع بنفائس من الأبيات الحكيمة فيقول :
الناس بالناس مادام الحياء بهم * والسعد لاشك تارات وهبات
وأفضل الناس مابين الورى رجل * تقضى علي يده للناس حاجات
لاتمنعن يد المعروف عن أحد * مادمت مقتدرا فالسعد تارات
واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت * إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم * وعاش قوم وهم في الناس أموات
وقال أيضا :
إذا رمتَ أن تحيا سليما منَ الرَّدى * وَدِيُنكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ
فَلاَ يَنْطقنْ مِنْكَ اللسَانُ بِسوأة * فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِ أعْينُ
وَعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ ، وَسَامِحْ مَنِ اعتَدَى * ودافعُ ولكن بالتي هي أحسنُ
قالت عائشة التيمورية :
ما الحظ إلا امتلاك المرء عفته * وما السعادة إلا حسن أخلاق
ونختم بروائع نفيسة للإمام علي – رضي الله عنه – :
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها * تَعِش سالِما وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِينَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلا * نَبا بِكَ دَهرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
وَإِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَد * عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَفسِ إِن قَلَّ مالُهُ * ويَغنى غَنِيُّ المالِ وَهوَ ذَليلُ
وَلا خَيرَ في وِدِّ اِمرِئٍ مُتَلَّون * إِذا الريحُ مالَت مالَ حَيثُ تَميلُ
جَوادٌ إِذا اِستَغنَيتَ عَن أَخذِ مالِهِ * وَعِندَ اِحتِمالِ الفَقرِ عَنكَ بَخيلُ
فَما أَكثَرَ الإِخوان حينَ تَعدّهُم * وَلَكِنَهُم في النائِباتِ قَليلُ
التعديل الأخير: